منتدى روز بنوته
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى روز بنوته

بسم الله الرحمن الرحيم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
pubarab

 

 داء التكبر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
rose.salute
المدير
المدير
rose.salute


انثى
عدد الرسائل : 451
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 18/12/2008

داء التكبر Empty
مُساهمةموضوع: داء التكبر   داء التكبر Icon_minitime23/03/09, 05:14 pm

ليس هناك داء أمرّ من داء التكبر ، وأشنع من مرض التعالي على الخلق ، وليس هناك أشرف حسباً وأرقى نسباً وأرفع مجداً من مجد إنسان يرى شموخه في تواضعه ، وسموّ مقامه في نزوله إلى الناس .

والفرق كبير بين الكبرياء والتكبر ، وإن كانا من جذر لفظي واحد ، فتلك سمة ينبغي ألا يتخلى عنها أي إنسان عظيم لأنها مقام من مقامات الشرف والعزة ، في حين أن التكبر هو سد لنقص في الشخصية ، وطلاء يتستر به أولئك الذين يريدون إخفاء حقيقتهم وطبيعة جوهرهم عن بصائر الملأ .‏

إن الإنسان الذي يأنس ضعفاً في نفسه ، ويستشعر عجزاً عن مجاراة الآخرين فيما يملكون ، يلجأ إلى التعويض فيتخلى عن أصل معدنه ، ويتبدل على النّاس ، وينسى أمسه ويتعامى عن ماضيه حين يقبل حظه وفي هذا قال الشاعر :‏

وأدبر عنّي عند إقبال حظّه وغير حالي عنده حسن حاله‏

ومن ظنون المتكبّر اعتقاده أن التعالي يجعله في المصاف العليا بين الناس وأن الدنيا ستظل مقبلة عليه بزخرفها ، متناسياً أو ناسياً أن الزمن ليس ثابتاً ، وأن دورة الحياة لا تتوقف ، وأن طقس اليوم الواحد يتبدل عدة مرات ، وتأخذه الظنة أن النعيم الذي يغريه بالتكبر ربيع دائم وسعد مقيم ، فالذي يستغني عرضاً بعد فقر ، أو يصيب جاهاً أو منصباً ، ويرى فيما طرأ عليه أنه لا يستحقه ، يصبح فوقياً متكبراً أما ذاك الذي يرى في كل نعمة تصيبه أنه يستحقها ، فإنه يبقى متواضعاً ، لأن نفسه تستشعر كمالها في المبدأ الثابت : (( إن النّعم لا تدوم )) ولهذا قال أحد حكماء العرب :‏

إن السّفل إذا تمولوا استطالوا وإذا افتقروا تواضعوا ، والكرام إذا تمولوا تواضعوا ، وإذا افتقروا استطالوا . .‏

غير أن من عجائب بعض النفوس أنها متكبرة دون أن يهطل عليها غيث النعمة ، فترى الواحد من أهلها يسير في الأرض تيهاً ومرحاً ، وهو لا يملك من الدنيا شروى نقير ، ومثل هذا النموذج يغشي التكبر عقله ، فيصبح أضحوكة بين الناس ، ومادة للتلذذ والتفكّه ، وقد يتحول إلى شاهد ومضرب مثل وهذا لعمري سقوط ما بعده سقوط .‏

ولا يختلف عاقلان في أن المرء حين يضع نفسه دون قدره يرفعه الناس فوق قدره ، وحين يرفعها عن حدّها يضعه الناس دون قدره لأن التواضع نعمة والتكبر بلاء وفي هذا قيل للحكيم بزرجمهر : هل تعرف نعمة لا يحسد عليها ؟ قال نعم ،التكبّر .‏

إن المتكبر يرى النقص في غيره وهو ناقص ،ويرى أن الناس من حوله ذرات صغيرة أو بهائم ترعى ، وأنه وحده كل الدنيا ومحور العالم ومركز توازنه وفي هذا قال الشاعر :‏

ما الناس عندك غير نفسك وحدها والنّاس عندك ما خلاك بهائمُ‏

أما المتواضع ، فكفاه اعتزازاً أنه لا يبطر ،ولا يسد عينيه وأنفه عن الآخرين ، وإنما يبقى منهم وفيهم ، وهم الذين يضعونه في الموضع الذي يستحق سواء أكان من عليتهم أم من عامتهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rose.banouta.net
 
داء التكبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى روز بنوته :: مواضيع أجتماعية (نقاش)-
انتقل الى: