أنتِ يا من كُنتُ أهوى وكانتْ رفيقة دربي وأسفاري
قفي يا عنيدة لحظةً وانظري ماذا فعلتِ بتلك الديارِ
بعد أن كنا قد بنينا للحب قصوراً وجناتٍ وأنهارِ
وحَلِمنا بأن نحيا معاً كطيور الحب على الأشجارِ
أبيتِ إلاّ أن تهدمي صرح الهوى وتحطمي الأسوارِ
أبيتِ إلاّ أن تقتلي أحلام عمري بالعناد والإكبارِ
لقد حذرتكِ مراراً وَوجهتُ إليكِ ألف إنذارٍ وإنذارِ
فأبيتِ إلاّ السير عاريةً بوجه الريح وتحت الأمطارِ
دعوتك لكي تدخلي جنتي فأبيتِ إلاّ أن تدخلي ناري
جعلتكِ أميرةً على قلبي وبحتُ لكِ بكل أسراري
ولكي تنامي قريرة العين بين قلبي وروحي... وجواري
صنعتُ لكِ من أضلعي سريراً وزينته بالأنجم والأقمارِ
وجعلتُ لكِ عيوني حرساً تحميكِ من الحوادث والأخطارِ
ونَظَمْتُ لكِ من فيض دموعي قصائد حبٍ وملاحم أشعارِ
ولم أشأ إلاّ أن تسيري فوق الورود وبين الفل والأزهارِ
أحببتكِ، والحب في عقيدتي هو العطاء دون أعذارِ
وسرى حبكِ إلى قلبي كما تسري الجداول للبحارِ
إني لأَعجبُ منكِ يا امرأة يا ضعيفة الإرادة والقرارِ
أنتِ لا تعترفين أنكِ مخطئة وتصرين دوماً على الإنكارِ
لقد تركتِ سفينة حبنا وسط البحار دون بَحّارِ
تركتِها للأقدار دون رعاية تعبثُ بها الأنواء والإعصارِ
ها أنتِ الآن تجنين ما قد صَنعتْ يداكِ مِن حطام ودمارِ
تظنين أني سأغفر لكِ كما فَعلتُ دوماً... وباستمرارِ
لا... يا سيدتي أنتِ مخطئة لن أقبل بعد اليوم أعذارِ
لن أغفر لكِ خطاياكِ ولن أبحر أبداً ضدَّ التيارِ
إلى هنا انتهت قصتي معكِ وصار إلى النهاية... مشواري
فَوا أسفي على حبٍ ضاع وحلمٍ تلاشى كأحلام الصغارِ
لقد قررتُ الرحيل عنكِ بعيداً بعيداً خلف البِحارِ
لن أعود إليكِ مهما جرى لم أعد أقوى على الإبحارِ
قررتُ أن أهجركِ وأنساكِ، حتى وإن شَقيتُ، وهذا قراري