بريطانيا لندن ـ العرب اونلاين-وكالات: الصراع بطبيعته شيء صعب ومع ذلك فإنه مظهر عادى وطبيعى فى أية علاقة. وفى الحقيقة فإن النزاع إذا تمت معالجته بطريقة سليمة، فمن شأنه أن يؤدى إلى تحسين العلاقة وحتى إضافة عناصر جديدة لها مما يترك كلا الزوجين يشعران بأحاسيس الطرف الآخر ويستمعان لبعضهما البعض.
أما إذا عالج الأشخاص النزاع بينهم بطريقة سيئة فعندها فقط تتعرض العلاقات بينهم إلى الخطر. إن الطريقة التى تعالج فيها النزاع وما تفعله مما تعلمته أثناء ذلك يتعلق مباشرة بنوعية العلاقة التى تربطك بشريكة حياتك. إذا استخدمت الطريقة الدفاعية أثناء النزاع أو الخلاف مع زوجك أو زوجتك دون إصغاء له أو لها وحاولت إيذاء مشاعره فإن النزاع سيتفاقم ولن يجد له حلا ولن تكون العلاقة بينكما لها سندا أو دعم. وبدلا من ذلك فإنك تكون قد أضفت المزيد من عناصر النزاع والكراهية. ومن أكثر الطرق نجاعة لإصلاح الوضع المتدهور بين الزوجين الاتصال، الإصغاء وسماع أحدهما للآخر. كذلك من أقوى الوسائل لتحقيق ذلك ما يسمى "الإنعاش" ويعنى تفعيل الخبرات العاطفية لدى الطرفين. فالجميع يخطئون لكن قليلين فقط يجدون الشجاعة للاعتذار عن أخطائهم للآخرين وخاصة إذا كان الآخر هو الزوجة. والأزواج يختلفون فيما بينهم فالبعض يعتذر بأسلوب غير مباشر، لكنه يفى بالغرض وآخرون يتجنبون إثارة المشاكل حرصاً على مستقبل الأطفال النفسى الذى تدمره الخناقات الزوجية، أما الطرف المتشدد سى السيد الذى صوره نجيب محفوظ فى رواياته فإنه يرفض الاعتذار أصلاً زاعماً بأن ذلك يهدر كرامته ورجولته مع أن خبراء النفس والاجتماع يصفون هذه الشخصية بأنها غير سوية. يؤكد د.سيد صبحى أستاذ الصحة النفسية وعميد كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس على ضرورة الاعتذار ويقول إن الاعتذار مطلوب ومن يخطئ لا بد أن يعتذر فليس هناك مكابرة وإلا فإن الشخص الذى يرفض الاعتذار يصبح بغيضاً فى نظر الآخرين.. والاعتذار سلوك حضارى بين الناس عامة والزوجين خاصة. فالزوج الذى يخطئ عليه أن يسعى بدافع من شعوره الراقى أمام زوجته أو أى شخص آخر بالاعتذار، والذى يقول أنه يرفض الاعتذار لزوجته لأن كرامته ورجولته لا تسمحان بذلك، فإن يعتبر مريضاً نفسياً.. والكرامة الفعلية السامية هى أن نعتذر إذا أخطأنا. أما الدكتور يسرى عبدالمحسن أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس يقول أن تعاليمنا الدينية تدفعنا للاعتذار، والله عز وجل يقبل التوبة من عبادة والاستغفار معنى ذلك أن الإنسان إذا أخطأ فى حياته الدنيوية عليه أن يتراجع عن خطئه وباب الاعتذار مفتوح. والاعتذار ليس عيباً بقدر ما يعنى الشجاعة والقوة وأن المعتذر يتمتع بشخصية سوية متكاملة، ويعرف حدود نفسه ويشعر بالآخرين