كثيرا ما شاهدنا قصصا للحب عظيمة رائعة تنهار فى لحظات وسط ذهول المراقبين والأقربين والمتابعين والمحللين
كلمة تخرج من الأفواه لحظة غضب أو موقف لحظة إنفعال ... وينهار البنيان ... زلزال بقوة 9 ريختر لا يصمد أمامه حب دام لسنوات وحفر حروفه على جدران القلوب ... عهد بالأبدية يتحول الى حبر على ورق أشجار يابس فى فصل الخريف ........
والسبب .... كبرياء جرحت
هل للكبرياء مثل هذا التقدير والإحترام والتأثير ؟؟؟؟
عندما تجرح الكبرياء يستيقظ المرء من حلمه الجميل ليدخل كابوس ثقيل يرافقه فى الحياة
من الطبيعى أن من يشعر بجرح كبريائه وكرامته من حبيبه سوف يكون رده عنيفا متوازيا مع الألم الذى عاناه
ويدخل الطرفان فى حلقة مفرغة من الفعل ورد الفعل
من يعتذر أولا ......؟؟؟؟؟
يقول أحدهما هو الذى يجب أن يعتذر فقد جرح كبريائى وأنا اقرب الناس اليه وحبيبه .. كيف جرؤ
ويرد الثانى .. لا هو الذى بدأ ولو كان يكن لى قدرا من الحب كما يدعى لما ظن فى الإساءة اليه .. لقد كان يدعى الحب فلما وقعت أول مشكلة بيننا ظهر على حقيقته ولم يصبر على التمثيل
هل تذكرون الخلاف الفلسفى القديم .. أيهما ظهر للوجود أولا البيضة أم الفرخة
صراع بين أمرين :
الإتهام بجرح الكبرياء
والإتهام بتلاشى الحب
وكلاهما يابى التراجع
معركة ليس فيها منتصر ... فالطرفان خاسران ... الكل مهزوم
فإن إنتصر الحب خرج الثانى فى مهانة
وإن انتصرت الكرامة جفت المشاعر وضاع الحب
فما العمل ... وما الحل
الحل فى نظرى ألا تقع الحرب بينهما
فما دام الطرفان سيخرجان منها خاسران فمن الأصوب ألا يخوضا فيها ... تصرف منطقى
ولكن كيف يتجنبا الحرب ؟!!!!
بالمبادرة بالصلح
ولكن من يبدأ به وقد تمسك كل طرف بقضيته ؟
يقول المحب ... لم أراه يعبر عن حبه
ويقول الآخر لم أجده يهتم بكرامتى
ويقول أحدهما ... إبتعدت عنك لأنك جرحتنى
ويرد الثانى .. هذا دليل إدانتك .. كيف تقر بحبى وتبتعد
بالفعل حلقة مفرغة من الإتهامات المتبادلة لن ينتج عنها سوى إزدياد البعد والفرقة وضياع كل شىء
نعود لمسألة الإعتذار
نحن أمام طرفين كل منهما يشكو الآخر ويطلب منه إعتذارا ... فمن يبدأ
لابد أولا أن نطلب من الطرفين قبول إعتذار الطرف الآخر لبعضهما لأن فكرة عدم القبول تعنى الرغبة فى إنهاء العلاقة
والآن لنقوم بتجربة عملية أدعوكم لتجربتها مع أنفسكم وإبلاغى بالنتيجة
لنفترض أن أحد أصدقاءك قال لك يوما معاتبا ... أشعر أنك لا تحبنى
ولنفترض أن صديق آخر قال لك أيضا معاتبا .. لقد جرحت كرامتى
كيف سيكون رد فعلك نحوهما ؟؟
أعتقد أن أول شىء ستفعله أنك تنهض من مقعدك وتتجه للصديق الذى شعر بجرحك لكرامته وتأخذه بالأحضان وتقبل راسه بكل الود والحب
أما الصديق الثانى الذى يعاتب على ضياع حبك فإنك ستحاول مناقشته فى كيفية وصوله لهذا الإستنتاج وتؤكد له مرارا أنك تحمل له كل الحب والود
حسنا فى الأمر الأول لم تنتظر لتناقش بل توجهت على الفور لتنفى عمليا فكرة قصدك جرح الكرامة فهذا أمر لا يحتمل النقاش
وعلى هذا ارى أن الطرف الذى يواجه تهمة جرح الكرامة وحتى لو لم يكن قاصدا فيجب عليه أن يبدأ بالإعتذار لأن الألم الذى سببه دون قصد لحبيبه أقسى وأشد من الألم الذى يشعر به بضياع الحب فهذا الأمر يمكن التعبير عنه على فترات والتأكيد عليه مرارا لكن مسالة الكرامة لا تتحمل التأخير