العتاب شكل من أشكال اللوم بين الزوجين يزيد بسنوات الزواج الأولي يهدف إلى الود أحياناً أو يؤدي إلى الجفاء والفرقة في أوقات أخرى ، ولكن هل يفيد العتاب الحياة الزوجية كنوع من التجديد أم أن الأمر مجرد عقاب للآخر أو شكل من أشكال التوبيخ وافتعال المشكلات ؟
يعتقد البعض أن اللوم بصفة عامة يعنى وجود ود بينك وبين الشخص الذي تلومه، وعلى قدر الود يكون اللوم ، فإن كان اللوم عظيماً كان هناك عتاب ولو على شيء صغير، وإذا كان الود بسيطا لا يكون اللوم إلا على أشياء كبيرة!
ويقول الحكماء العتاب يقرب بين القلوب ويذهب الأحقاد والضغائن : العتاب بين الأحبة بالحسنى وباللفظ اللطيف، ولذلك فقد مدح قوم العتاب فقالوا: العتاب حدائق المتحابين، ودليل على بقاء المودة ، وقال بعض أهل الأدب: العتاب خير من الحقد، ولا يكون العتاب إلا على زلة.
سلبي أم إيجابي
وعن العتاب في الحياة الزوجية تشير اختصاصية علم النفس العيادي والمعالجة النفسية "كيم ورد" ببرنامج "من يوم ليوم" الذي تقدمه قناة "هي" إلى أن العتاب نوعين سلبي وآخر إيجابي ، وتقصد بالأول "التوبيخ" الذي يعتمد على النقد الذي يجلب النكد ، أما الايجابي هو ما ينفع العلاقة الزوجية خاصة إذا كان بغرض لفت نظر الشريك إلى رغبته فى الشعور بالمحبة أو الاهتمام الزائد ، أو قد يكون العتاب بهدف إقامة حوار لإصلاح شكل العلاقة ، أما النقد السلبي هو الذي يعتمد على النقد والتوبيخ ويجلب النكد.
وتؤكد كيم أن كثرة العتاب لا ترتبط برجل أو امرأة ولكنها تعتمد على التكوين النفسي وشخصية وحالة الإنسان ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بسلبيات الشخص الآخر، فهناك من يعتمد فى عتابه على ذكر السلبيات وتقليب المشاكل القديمة ولا يعيد حساباته حينها يتحول العتاب لحجج بهدف التغطية على مشاكل أخرى ليس لها علاقة بالأمر.
التعامل بمرونة
بعض الشخصيات قد تتقبل العتاب باستمرار ، ولكن هذا النموذج يتسم بالسلبية لأنه يرضي بإلغاء شخصيته رغبة منه في عدم خسارة الطرف الآخر ، وتضيف كيم : أفضل ما يجب مراعاته أثناء العتاب هو عدم إهانة الآخر والتفكير فى الكلام قبل التفوه به ، حتى لا يؤدي الأمر إلى جرح كرامته أو شخصيته الشريك.
وعن الأزواج الذين لا يتسمون بالمرونة تنصح كيم الزوجات بعدم معاتبتهم بهدف التغيير لأن هذه الشخصيات لا ينفع معهم سوي الصبر وليس العتاب بشكل يومي الذي يهدد العلاقة ، كما يجب أن يعتمد العتاب على أهمية الموضوع ، واختيار الوقت المناسب مع مراعاة عدم مناقشة الأمر أمام طرف ثالث .
ودائماً نواجه الانتقاد من الأجيال السابقة ، الذين يدعون أنهم كانوا أقل عتاباً ويتعاملون مع المشاكل بشكل مختلف ، وتؤكد كيم أن هذا الأمر به شئ من الصحة ولكن "أهالينا كانوا أقل عتاباً وأكثر سعادة" ولكن بعد أن اختلف وضع المرأة وخرجت إلى العمل وشعرت باستقلاليتها جعل الأمر مختلف قليلاً ولكن بالمقارنة المضمون دائما واحد وخاصة فى الأمور التى تتعلق بالأسرة ووجود رب المنزل.
وأوضحت الاختصاصية "كيم ورد" أن للتكنولوجيا الحديثة دوراً فى توصيل العتاب بشكل لائق لا يستدعي شد وجذب بين الطرفين أو من لا يستطيع التحكم في أعصابه وذلك عن طريق رسالة مكتوبة وبجانبها وردة أو SMS على التليفون أو ايميل يحتوي على كلمات رومانسية أو بهدية بسيطة .
عاتب ولكن !
والآن يقدم لكِ الخبراء مجموعة من النصائح تفيدك للحصول على عتاب إيجابي يجدد الحب بين الأزواج :
* اختيار الوقت المناسب بعد هدوء الأعصاب للتفكير بذهن صاف والتفكير فى المعاني والكلمات ومدى تقبل الشريك لرسالة العتاب.
* لا يجب أن يزيد العتــاب عن حدود الموضوع دون الحاجة إلى الإلحـاح والتكرار مرارا على نقاط معينـة واستخدام أسلوب التوبيخ ، فيصبح هجوماً وليس عتابـاً .
* تحديد الأمـور التي ضايقتــك بدقة بهدف البقاء على الـود الذي بينكمـا.
* يجب التحدث بهـدوء دون انفعـال ودون توجيه كلمـات خارجة عن الحدود ، مع انتقاء ألألفاظـ بعناية حتى لا تظل هذه الكلمـات عالقـة فى الذهن بصورة سلبية.
* أثناء العتاب يجب التفكير فى الطرف الآخر على أنك تحرص على عودة المودة بينكما بدون أن تضعه موضع اتهـــام .
* الالتزام بالهدوء والحرص على عدم ارتفاع نبرة الصوت دون انفعال لأن العتاب لا يعنى الشجار.
وفى النهاية إذا لم يحسن أحد الزوجين فنون العتاب التى تحيي المحبة لا داعي لهذا الأسلوب على الإطلاق فقط التمس للطرف الآخر الأعذار وتعلم كيف تتسامح بدون أن تعاتب لأن اللوم قد يفتح باباً لمشاكل أخري