أيا ريح احتارت أين تهب بعد أن غاصت في شعر حبيبتي
خرجت من ثناياه كمنهار تعب نسيم رقيق ذاق شهد أسرك
طافت الدنيا عيونك و أسرت روحي في قلبك وبات حبي فيه نضب
فيا هاجر الدرب ارحم عذاب قلبي
فتنت الصمت بهمس ثغرك و أنرت الدجى مذ طل وجهك
فراحت عيوني تسير بدربك حتى صارت ترافقك كظلك
عشقت البحر لما عرفت انه غرامك وعشقت السماء لما عرفت أنها موطن حنانك
وعشقت النجوم لأنها تكتب حروف اسمك وعشقت الشعر لأنه يقال فيك
لما عيوني تناجي عيونك تشتاق روحي لعناق روحك
لما يداي تلامس يداك تتشابك أصابعنا خوفاً من الفراق
يا فاتنتي بحرك الفتان أغرقني وفي أعماقة يخبئني
هالاتك تحرق برد شتائي وأنواره تخترق جليدي
يا فاتنتي عيناك تقتلني وثغرك الوردي بحرارته يدفئني
وشعرك الذي تحمله الريح ويتطاير يشق عطره الأخاذ أشعاراً في صمتي
فيذوب ضياعي وتوهان نفسي في قلبي
يا حياتي لا تبتعدي فحزني وظلمة روحي في بعادك عني
لو كنت اعلم انك عذاب قلبي لما تركت الأحزان تتملكه
ولو كنت اعلم انك دواء ذلك العذاب لما تركت الآهات تخرج من أعماقه