يا ايها القلب الحزين

يا ايها القلب الحزين
الان يا قلبي المسكين اراك تخطو وحيدا علي درب الهلاك
وكانك لا تطلب علاك سوى في احضان هذا الملاك
ومن هو اذا ما اشتراك وما تسرب في عروقك او دماك
اذ ما بذل روحه في حماك وتركك تسقط في تلك الشراك
ماذا يا ايها القلب الحنون اذا ادمعت منك الجفون
واخرجت له ما كان بالقلب مكنون فاساء هو في العقل الظنون
ماذا يا قلبي لي سوف تقول اذ لم تجد معه احد الحلول
ماذا اذا حدث سيكون يا قلب عاشق بجنون
ماذا يا ايها القلب الشجين يا من في كل ايامك حزين
يا من يقتلك له هذا الحنين لتهديه حب دفين
كفاك يا قلبي كفاك لان تبادله من هواك
كفاك يا قلبي كفاك يا ليت قلبه ما يوما رماك
كفاك فقد يزول الشباب وقد يطول منه الغياب
كفاك الان فكياني منه مصاب بجرح عميق لا اظنه يوم طاب
كفاك والى الجسد عود وبدونه في دنيا الحياة جود
كفاك يا قلبي في النوم احلام كفاك الان استيقظ قيام
فالحب منه خيوط واوهام وما والله يوما منه القلب هام
كفاك فما له يوما عقلي ارتدى قناع مكر او عليه حتي اعتدى
فما كنت لاكون من الرعاع او حتي ضبع من تلك الضباع
ما اردت سوى اذن السماع لاخرج من هذا الضياع
فانا من بين الاف الأحباء مذهبي في الدنيا الوفاء
ومن اجل هذا تحملت العناء وما قلبه يوما اعطاني الدواء
ما رايت يوما قلب حبيبي بعينيه عليك طل بل اجده الان من كتر السلام مل
مسكين ذلك القلب الذي لم يصبه من حبك سوى
انه ترك جنون العالم ولنبض السحر في عيناك انطوى
اذ اعطيته كل العواطف وهو دوما الى غيرك تلاطف
اذ اهديته صادق الاحساس له وحده ومن دون الناس
اذ اعطيته الحب النفيس قفابلته بارخص رخيص
اذ اعطيته كل الوفاء ودوما تقابله بجفاء
اذا وهبته القلب والعقل والروح فما وهبك الا الجروح
اذا اعطيته كل الامان وفوجئت بانه ما كانت انسان
اذا انك تشاطره بكل الحب وفوجئت بانه ما كان له في الصدر قلب
اذا انك بادلته كل الاحترام فما شعر بان مجافاتك حرام
اذ ان ربي اهداه منك كل تلك النعم وما تملكه لك يوما احساس الندم
اذا انه وفقط للعلم فعل كل ما هو لك ظلم
ايحق لي منك مواجهة الصدود وان تضع بدربي الفوارق والحدود
ايحق لك مجافاة الحبيب وتنتظر دونه شخص غريب
ايحق لك مجافاة من يحبك ومن ينتظر الحياة في جوف قلبك
ايحق لك ان تجافيه وتتعمد بقلبك ان تقاومه
الان يا قلبي اناشدك بعذاب فاستجب لي وكفى فما منه جواب
لتعلم يا ايها القلب الحزين بانني منه كنت انتظر الحنين
فلا تكن له مثلي ابدا سجين الان تجري من العمر السنين
ولكنه في وسط الضباب ظننت انه سيبقي الشباب
تجاهلت اننا مخلوقان من تراب وان اجمل ما في الكون حقيقته السراب
لما الانسان لا يمتلك قط القناعة ويحسب انه يمتلك المناعة
لما لا يشعر ذاك الانسان ما هو معني الحنان
لما لا يشعر هذا الكائن المخلوق بكل تلك الفروق
لما لا يشعر بالقلب الصدوق الذي يهديه الاف الحقوق
لماذا قلبي يهديك الوفاء برغم ما يقابله من جفاء
لماذا قلبي يهديك الامان وينتظر من قلبك حنان
لماذا انت ومن دون الجميع بدونه قلبي يضيع
لماذا انت وفقط في حبه قلبي سقط
لماذا لماذا لماذا !!! ام انني لا اشبع غرورك هذا
مالك تتبسم وباشواقي لا تبالي
مالك تضحك وكانك تسخر
مالك تبدو لي فاراً كأني ابعد عنك قارة
مالك لا تبعث لي بالجواب مردود سؤال الخطاب
ام هل كان الجواب هذا العقاب ان تعلن ضد الحبيب اضراب
حقا لقد اسأت الاختيار وعليا ان اتحمل الاضرار
الان لن اخصص له ما كان مني من الكلام فما رايته تستشعر بل حسبته كلام عام
لتعلم ان ما اقوله ليس مجرد كلام عام او ما استشعره مجرد اضغاث احلام
لقد حكمت اعظم مملكة في الوجود مملكة يتوافد اليها للحب الاف الوفود
اعلم انني ما كنت لاعب بزيف الحب الى قلبك اداعب
اعلم ان ما الحب جرم القلوب فالحب قدر في الكتاب مكتوب
مهما كانت الاعذار والاسباب فالحب لا يعرف ذهاب
ولا يهوي بالحبيب الى العذاب فما الحب ذنب ليحل له هذا العقاب
كفاك يا قلبي الان ولنبحث عن الأمان ربما لن تفعل مثله ولا تحذو حذوه
الان لا يمكن لقلبك الاختيار هكذا تكون نهاية الافكار
هكذا دوما تكون نهاية الحب صراخ وبعد واحتضار
هكذا تكون نهاية كل حب ذو طرف واحد دائما الحزن والالم والبكاء عائد