فى حنايا الصـدر أخفى موضعـك
و أعـتزلـت الكل كـى أحيـا معـك
شهــوة أخــرى سـوى أن أتبعـــك
قـد عـرفـت الآن كيـف صارعــك
أنـت عـال مـرهــب مــا أروعــك
كـفـه و الحــب يُـدمـى مـدمـعـــك
كـيـــف للقــلب إذن أن يـسـعــــك
ليـس لى فى غربة العمـر ســواك
حـيـثـمــا أنـت فأفـكــارى هـنــاك
قد نسيـت النفـس أيضا فى هـواك
مـتـعـــة القــلب فـلا تنـسَ هواك
فى سكون الصمت تستوحى نداك
كل قـلب عـاش فى الحـب سمـاك
مـن هـوى الكل فلا يحوى سـواك
عـن رؤى الأشيــاء عَلِىَّ أن أراك
مـن حـديـث النـاس حتى أسمعــك
فى حنايا الصـدر أخفى موضعـك
قلبى الخفـاق أضحـى مضجعـك
قـد تركـت الكـون فى ضوضائه
ليـس لى فـكـــر و لا رأى و لا
و أبـى يـعـقـــوب أدرى ســــره
يـا أليـف القـلب مـا أحــلاك بـل
يـا قـويــا ممــسكا بالســـوط فـى
لـم يـسعــك الكـون مـا أضيـقـــه
قـد تـركـت الكل حبيبي ما عـداك
و منعــت الفكـــر عــن تجــواله
قد نسيت الأهـل و الأصحاب بل
قـد نـسـيـــت الكل فـى حبـك يــا
مـا بعيــد أنت عـن روحى التـى
فـى سـمـــاء أنـت حـقـــا إنـمـــا
عـرشــك الأقدس قلـب قـد خـلا
هى ذى العيــن و قـد أغمضتـهـا
و كــذا الأذن لـقـــد أخـلـيـتـهـــا
قلبى الخفـاق أضحـى مضجعـك