صغيرتي
نامي يا صغيرتي
نامي ..
وأنا سأعدّ لك النجومَ الملغاة من خرائطنا
سأكشفُ لكِ عن بؤسِ الأغنام البيضاءِ التي خدعتُكِ بعدّها
سأروي لكِ قصة ً لطالما ردّدها لسانُ أمي على أذنيّ
فلمّا بلغتُ الحلمَ ..
ودبّتْ تحتَ مناخيري شواربُ الخوفِ
خرجتُ إلى الشارع
أتعثرُ بالأكاذيبِ والخطايا
يا هووووو .. يا ناس
اللعنة ُ على وطنٍ أخذ أخي
اللعنةُ على وطنٍ علمني على التدخين في العاشرة
اللعنةُ على وطنٍ نفخ علينا في صُوره ِ
فجعلنا ننسلّ منه ألفا تلو ألف ........
عرفتُ يا صغيرتي أنهم كانوا يكذبون
وأنّ تلك القصصَ عن وطنٍ تلسعُ مؤخرتَنا حرارةُ أرضهِ
كانتْ محضَ أكاذيبَ ..
نامي يا صغيرتي !!
ما دَخلُكِ أنتِ بالعراق ؟
لماذا تقفزين ، واضعةً سبابتكِ على الشاشة ،
كلما شاهدتِ علمَ الوطنِ المقسوم ِ على ثلاثة
تدلقين لسانا أبيضَ لا يكذبُ
موطني ... موطني ...
وبلثغة الطفولة .. موتني .. موتني
حين كتبتُها ظهرتْ هكذا .. موّتني .. موّتني
نامي يا صغيرتي
إن بقيتِ نصفَ ساعةٍ أخرى سوفَ أبدأُ بالكذبِ
نامي قبل أنْ أرتكبَ إثما آخرَ معكِ
ذلك حين ظهرتِ من صُلبٍ لا وطنَ له ُ
نامي واتركيني أسرّحُ البصرَ في الجدار
أسرّحُ البصرَ في أقطابِ السماءِ
هل ثمة مطرٌ في الأفق ؟
ستمطرُ حتما
وسأضعُ على رأسي ، يا صغيرتي ، كفيّ
لاطماً .. حيث لا أحدَ يراني
بقاؤنا هنا ، يا صغيرتي ، فضيحة ٌ
أحْمَد ُ الربّ أنْ لم يجعلْ للمنفى رائحة ً
ولا لتسوّسِ أيامي الأمامية لوناً
كلما رأيتُكِ غفوتِ
ظننتُ أنكِ لن تجدي أباكِ عندَ طالعةِ الصباح
ووا أسفي ..
حين لا أجد ُ من يُصغي لأكاذيبي
عن وطن تلسعُ أرضُه مؤخرتَنا