لماذا يجب أن تكون الحياة صراع بين الخير والشر؟؟!!
لماذا يجب أن يكون هُناك شيطان ماكر وملاك حالم؟؟!!
لماذا لاتنتهي هذه الأفكار الأسطورية؟!
فأنا لا أرى أن هُناك إنسان يريد الشر من أجل الشر أو إنسان يريد الخير من أجل الخير أيضاً في ذاته..
بالنسبة للشر
فليس هُناك إنسان يسعد لمجرد أنه يرى الشر في العالم ويرى الدمار والقتل والكراهية والعدوانية والعنصرية
فلايوجد شيطان يهوى الشر لمجرد أنه شر..
ولكن هُناك شخص لايقصد الشر بل يقصد مصلحة معينة يريدها لذاته فقط..
فهو لايرى أنه يستخدم الشر وسيلة لتحقيق أهدافه بل لايرى الشر ولا يرى أي شئ سوى مصلحته
إنها الطبيعة البشرية الأنانية التي لاترى إلا المصلحة الفردية....
بالنسبة للخير
فالذي يريد الخير في العالم هو شخص عرف أن الخير في مصلحته قبل أن يكون في مصلحة الأخرين
فالشخص الأول تضلله أهدافه ومصالحه والثاني يحكم عقله
وفي النهاية الإثنان يريدان مصلحتهما...
وهذا هو الإنسان يبحث دائماً عن مصلحته هو وهُناك إنسان يُحكم عقله وآخر لا
ولكن ليس هُناك شيطان وملاك
أحياناً يكون الجاني مجني عليه مُضلل والمجني عليه يكون جاني لأنه لم يحاول أن يوجه الشخص المُضلل إلى الصواب..
ليس هُناك صراع بين الخير والشر وإنما هُناك صورة ظاهرة توحي لنا بهذا
ولكن في حقيقة الأمر لايوجد صراع إلا على المصلحة الفردية
وإذا عرف البعض أن مصلحتهم الفردية ستتحقق من خلال المصلحة الجماعية لن يكون هُناك صراع..
فالأسطورة التي قالت بوجود صراع بين الخير والشر قالت أن الخير هو من ينتصر بالنهاية..
ولكن هذا غير صحيح لأن الشر يأكل كل شئ فإذا دخل الشر في صراع حقاً سيكون صراعه هذا مع الحياة ذاتها والطبيعة والإنسان
والنهاية المنطقية ستكون بنهاية كل شئ لأن الشر سيأكل كل شئ...
الشر هو إندفاع وتهور وهمجية وتخلف والخير حكمة وعقل ورزانة..
والشر يقتل والخير يحاور...
فقبل أن يتحاور الخير الشر سيقتله..
فلو كان الخير والشر في صراع لما كان هُناك حياة..
لم يخلق الشر سوى إندفاع البعض وعدم تحكيم عقولهم في شتى أمور الحياة
ولم يخلق الخير سوى العقل والحكمة والإنسانية..
وعلى الإنسان أن يعرف أن غياب العقل هو من يخلق الشر
وأن العقل هو من خلق الخير
والصراع الحقيقي هو بين اللاعقل والعقل
فأيهما تختار؟؟!!