لأول مرّة أكتب ولا أتمنى ان يرّد علي احد من الاحباب و الاصدقاء و المّارة .
. لأوّل مرّة أكتب متلفحّة بالبكاء و شهيق الدموع ... .
. أكتب و كلي أمل أن لآ يقرأني المقرّبين مني فهم حتما سيعرفون مابي من حزن ... و سيدركون مصابي ببساطة الحرف .
. لأوّل مرّة ألجأ لقلمي بحمايتي من القصف الذي يزلزل قلبي .
. و أطلب منه أن يتوقف رويدا لآخذ انفاسي قبل ان أدوّن وقفة حزن .
. ... .
. بينما كنت ُ أضاحك ُ السطور ببعض الرسائل و الخواطر القديمة .
. ... .
. بينما كنت ُ أرآقص قلمي في ساحة الكتّاب و النابغين .
. فتارة أترك له عزف الموسيقى ليطربني
و
تارة يتركني هو ليستمتع برقصي الغجري .
. في هذا و ذاك .
. فجأة صدمتني حافلة الوهم على طريق الحب في بلدة الاشواق النائية .
. كان سائق الحافلة يلطم وجهه يدا بيد متسائلا وقوفي المفاجأ امامه
كان يصرخ يطلب النجدة و لكن مآ من احد
اراد لمسي ليعرف ان كنتُ لازلت ُ على قيد الحياة ام انني سلّمت ُ للقضاء امري
...
تعلثمت شفاهي مرتجفة .
. و
تجمّدت اصابعي عن الكتابة .
. آغرورقت عيناي بالدموع ... لم استطع حبسها و بدأت تتساقط بلا رحمة حافرة الأقدآر مشيئتهآ بالإنتقام لخطيئتي اليتيمة .
. كل قدر كان يسبق الاخر بتهنئته لخبر ارتدائي الأبيض في قبر موحش مظلم .
. وجدت ُ نفسي مُلقآة على الارض لآ أقوى على فعل شيء سوى النظر للسماء .
. ... .
. تلوح الذكريات منذ بدأت ْ بي الحياة الى هذه اللحظة .
. حبيبي الذي يكتب لي في اليوم مرة ... و يومين لآ مرة ... احيانا في كل يوم لأكثر من مرة .
. أكآن يكتب لي وحدي ام انه يكتب لإناث العالم أجمع .
. ! .
. أكآن ينتظر ردي أنآ فقط ... أم أنه كان يسعى ليتمّلك كل ردود اناث ا لكرة الارضية بشرقها و غربها .
. ! .
. هل يكتب لي لأنني عشيقة ام لأنني مجرّد انثى من بين الاناث قريبة .
. ! .
. لحظة فتحتُ أعيني على رسالة كنت ُ أظنّها تخصّني وحدي فقط دون نساء العشق .
. وجدتُ تلك الرسالة محاطة بالفتيات و النساء ... محاطة بالفراشات و العقارب .
. يطّلع عليها كل من مرّ - و من لم يمّر .
. شعرت ُ بأنني أقف على شارع الخط السريع لتصدمني الحقيقة ف تقتلني و تدفنني مكاني .
. ... .
. أدركت ُ حينهآ بأنني على هامش الحضور .
. أن ّ أصابعي على أطرآف الجروح .
. تنزف من بعيد دماء الغيرة و الشك .
. أيقنت ُ بأن محراب الجمال لا يتعبّده سواي في حلكة الليل الحزين .
. رغم أنني كنت ُ أزوّد المحراب بطقوس من كل الأديآن الا أن آلهة العشق أبت عطائي راغبة عني بالنساء الاخريات .
. أن ّ ملاعب الكرة تفسح المجال للأبطآل بإدخال الاهداف على طريقتهم .
. ... دون قوانين و بلا انظمة ... و ما على قلبي الحزين سوى ان يهتف لبطله الوحيد بالنصر .
. هنآ .
. تختال أشباح النسمات العليلة بتعكير بطيء لصفو احلامي .
. ... .
. و
تنتهي حكايتي هذا اليوم ب حآدث قتلني .
. فلآ تعتبروا ما قرأتم عن جريمة قتلي سوى مجرّد خيال إمرأة في واقع مرير
و
تاريخ بريء مني .
. ... .
. ورودي لمن تصّفح قتلي .