الثعلب
خرج الثعلب من مأواه عند شروق الشمس ، فتطلع إلى ظله منذهلا وقال : " سأتغذى اليوم جملا" ، ثم مضى في سبيله يفتش عن الجمال الصباح كله ، وعند الظهيرة تفرس في ظله ثانية وقال مندهشا :" بلى ، إن فارة واحدة تكفيني "
اللذة الجديدة
اخترعت في ليلتي الماضية لذة جديدة .
وبينما كنت أتمتع بها لأول مرة رأيت ملاكا وشيطانا قد وقفا ببابي يتخاصمان ويتناقشان على تعريف لذتي .
فكان الأول يصرخ بأعلى صوته قائلا : " إنها خطيئة مميتة "
فيعترضه الثاني بصوت اشد من صوته :" لا ، لعمري إنها فضيلة "
القفصان
كان في حديقة أبي قفصان.
وكان في أحدهما أسد أحضره عبيد أبي من براري نينوى ، وفي الثاني زرزور غريد لا يمل الإنشاد.
وكان الزرزور يأتي في كل فجر إلى الأسد فيحييه قائلا له :" عم صباحا يا أخي السجين "
الطمع
رأيت في جولاتي في الأرض وحشا على جزيرة جراء له رأس بشري ، وحوافر من حديد. وكان يأكل من الأرض ويشرب من البحر بلا انقطاع ، فوقفت أراقبه ردحا ، ثم دنوت منه وسألته قائلا :" اليس لجوعك من شبع أو لظمئك من ارتواء ؟ّ
فأجابني وقال :" نعم ، نعم قد بلغت كفافي بل قد مللت الأكل والشرب ولكنني أخاف أن لا تبقى إلى غد أرض لآكل منها وبحر لأرتوي من مائه "
دوارة الريح
قالت دوارة الريح للريح :" قبحك الله ، ما أثقلك وأملك ، أليس في وسعك أن تهبي في وجه غير وجهي ؟ ألا تعلمين أنك بعملك هذا إنما تعكرين صفو ثباتي الذي أعطاني الله ؟"
فلم تجب الريح بكلمة قط ، ولكنها ضحكت في الفضاء
الصحيفة البيضاء
قالت صحيفة ورق بيضاء كالثلج :" قد برئت نقية طاهرة وسأظل نقية إلى الأبد ، وإنني لأوثر أن أحرق وأتحول إلى رماد أبيض ، على أن آذن للظلمة فتدنو مني وللأقذار فتلامسني "
فسمعت قنينة الحبر قولها وضحكت في قلبها القاتم المظلم ولكنها لم تدن منها
وسمعتها الأقلام أيضا على اختلاف ألوانها ولم تقربا قط
وهكذا ظلت صحيفة الورق البيضاء كالثلج – نقية طاهرة – ولكن ..... فارغة .
التوبة
دخل رجل في ليلة ظلماء إلى حديقة جاره ، فسرق أكبر بطيخة وصلت إليها يده وحملها وجاء بها إلى بيته .
وعندما كسرها وجد أنها عجراء لم تبلغ بعد نموها ، فتحرك ضميره في داخله إذ ذاك ، وأوسعه تأنيبا ، فندم على أنه سرق البطيخة ...
التراب الأحمر
قالت شجرة لرجل :" إن جذوري توغل عمقا في التراب الأحمر ، وسأعطيك من ثمري "
وقال الرجل للشجرة :" ما أشبه الواحد منا بالآخر ، إن جذري عميقة أيضا في التراب الأحمر ، والتراب الأحمر يمنحك القوة لتهبيني من ثمرك ، وهو الذي يعلمني ان أتقبل منك مع الامتنان "