الأثمان
كان رجل يحفر في حقله .
وفيما هو يحفر عثر على تمثال بديع من المرمر الجميل .
فأخذه ومضى به إلى رجل كان شديد الولع بالآثار والعاديّات وعرضه عليه .
فاشتراه منه بأبهظ الأثمان .
ومضى كل منهما في سبيله .
وبينما كان البائع راجعاً إلى بيته أخذ يفكر في ذاته قائلاَ :
وما أكثر مافي هذا المال من القوة والحياة ! إنه بالحقيقة ليدهشني كيف أن رجلاً عاقلاً ينفق مالاً هذا مقداره لقاء صخرٍ أصم فاقد الحركة ، كان مدفوناً في الأرض منذ ألف سنة ولم يحلم به أحد
وفي الساعة عينها كان المشتري يتأمل التمثال مفكراً وقائلاً في ذاته :
تبارك ما فيك من الجمال ! تبارك مافيك من الحياة ! حلم أية نفس علوية انت ؟ هذه بالحقيقة نضارة أعطيتها من نوم ألف سنة في سكينة الأرض ؟ أنني والله لا أفهم كيف يمكن الإنسان أن يبيع مثل هذه الطرفة النادرة بمال جامد زائل .